الحيلة الأفضل لإقناع طفلك ترتيب غرفته!
الســــــــــــــــــــــ ـلام عليكم
نصحت مجلة الأطفال الألمانية (بيبي) الآباء والأمهات باللجوء إلى الحيل لإقناع الأطفال بترتيب غرفهم بحيث يبدو الأمر نوعا من اللعب.
أن توجيه أمر إلى الطفل بترتيب غرفة نومه يفضل أن يحاول الوالدان جعله يشعر بأن مثل هذا العمل جزء من لعبة.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يطلب من الطفل "قيادة" سيارته اللعبة إلى داخل الصندوق "المرأب" الخاص بها. كما يمكنه أن يصطحب دميته إلى "فراشها لتنام". وذكرت المجلة، أنه يمكن استخدام ترديد معينة كحافز إضافي للطفل أثناء ترتيب غرفته.
ويبدو أنه يجب الابتعاد كليا عن إجبار الأطفال بالقيام بأي شيء حيث حذرت دراسة علمية جديدة من أن إجبار الأطفال حتى على تناول الطعام والخضراوات بجميع أنواعها، قد يعرّضهم للإصابة باضطرابات الأكل عندما يكبرون.
وقال علماء النفس في جامعة ييل الأمريكية، أن فرص إصابة الأطفال بالشراهة تزداد مع إجبارهم على الأكل، لعدم تمييزهم لشعور الشبع، كما قد يصبح الأطفال الذين يحرمون من أطعمتهم المفضّلة كعقاب لهم مهووسين بالحميات عندما يكبرون.
ووجد هؤلاء، أن الشباب الذين يتذكرون حرمان آباءهم لهم من طعامهم المفضّل للسيطرة على سلوكياتهم الشقية في الطفولة، أكثر عرضة للإصابة بالشراهة، مشيرين، إلى أن اضطرابات الأكل مثل البوليميا، وفقدان الشهية، هي المسؤولة عن أعلى عدد وفيات من أية أمراض نفسية، حيث تقتل حوالي 10 في المائة من ضحاياها.
هذا ومن جانب آخر وحول أسلوب التربية السليم للأطفال، يقول كاتب أدب الأطفال يعقوب الشاروني إن علم التربية الحديث يسمي عقاب الطفل البدني بالضرب أو القرص أو اللكم أو عقابه النفسي بالألفاظ القاسية، كل هذا يسميه علم التربية الحديث إيذاء للطفل وتحطيما لقدراته.. كل هذا يصيب الطفل بالإحباط وفقد الثقة بالنفس ويجعله غير راغب في التعاون ولا في تحمل المسؤولية بل يجعله عدوانيا قلقا سريع الانفعال.
فالطفل إذا استخدمنا معه أساليب الإيذاء البدني والنفسي سيشعر بأن كل ما يقوم به لا يرضى عنه الكبار المحيطون به، ولما كان الطفل يهتم جدا بالفوز برضاء الكبار، فإنه سيمتنع عن كثير من الأشياء اللازمة لنموه العقلي والنفسي والبدني نتيجة أسلوب الكف أو المنع الذي يلجأ إليه الكبار في تعاملهم مع الأطفال.
ويضيف أن التنشئة الاجتماعية للأطفال تتوقف إلى حد كبير على أساليب الدعم والتشجيع أو الكف والمنع التي يمارسها الكبار مع الصغار؛ فسلوك الطفل الذي يجد تشجيعا وترحيبا وتدعيما من الكبار سيكرره الطفل ويعتاد عليه.. أما سلوك الطفل الذي تقابله بالاستنكار أو الإهمال أو العقاب فسيكف عنه.
لذلك إذا واجهنا سلوك الاستطلاع أو التساؤل بالتشجيع والدعم سيستمر فيه الطفل ويترتب على ذلك نمو معارفه وخبراته.
أما إذا واجهنا سلوك الطفل للاستطلاع أو التساؤل بالإهمال أو السخرية، فإن الطفل سيكف عن التساؤل والاستطلاع، ومعنى هذا يتوقف عقله عن العمل ومن ثم يتوقف الذكاء والقدرات العقلية عن النمو.
أما بالنسبة لاستخدام أسلوب العنف والضرب مع الأطفال يعتقد العديد من الآباء أنهم إذا ربوا أولادهم بالضرب فإنهم سيحصلون على أطفال مؤدبين يخافون الخطأ ونتائجه فيحسنون عندها التصرف، غير أن هذا الاعتقاد ثبت خطأه إذ يؤدي ضرب الإطفال من قبل آبائهم إلى تغيير غير سار في شخصياتهم فينشأون معقدين ومشاكلهم النفسية أصعب من أن تحل بسهولة، خاصة وأن الإنسان غالبا ما يتأثر بطفولته ويبقى محتفظا بآثارها السلبية على شخصيته.
والحقيقة أنه ليس هناك أمر أصعب على الطفل من أن يصفع على وجهه من قبل أي إنسان ولكن لو كان هذا الشخص هو والده أو والدته فإن المشكلة أكبر وأعقد وذلك لأن الطفل عندها سيوجه مشاعر العداء لهما، حتى وإن نسي بعدها، إلا أن الحالة التي مر بها والخوف المصاحب سيكون لهما دورهما في شخصيته.
وقد حذر العلماء في المركز الوطني للأطفال الفقراء بجامعة كولومبيا الأميركية من أن صفع الأطفال قد يسبب آثارا مؤذية طويلة الأجل على سلوكياتهم ولا تساعد على تربيتهم وتحقيق الطاعة المطلوبة منهم لآبائهم.
وربطت الدكتورة اليزابيث جيرشوف، أخصائية العلوم النفسية بالمركز الصفع بمشكلات سلوكية سلبية تصيب الأطفال مثل العدوانية والسلوك غير الاجتماعي والانطوائي واضطرابات نفسية عديدة.
وقالت أن الصفع غير فعال أبدا في تقويم سلوك الطفل وتربيته ولا يساعد في تعليمه الصحيح من الخطأ، كما أن له دورا في عدم التزام الطفل بطاعة والديه فهو يخاف في حضورهما فقط، ولكنه يسيء التصرف في غيابهما.
وأشارت في تقرير بحثها الذي نشرته مجلة الجمعية الأميركية للعلوم النفسية، إلى أن الصفع الخفيف إلى المتوسط قد يفيد الأطفال في عمر السنتين إلى الست سنوات ولكن لا ينصح أن يحاول الآباء الذين يملكون ميولا عصبية بالصفع على الإطلاق، منوهة إلى أنه ليس جميع الأطفال الذين يتم صفعهم قد يعانون من مشكلات انطوائية أو عدوانية.
ووجدت جيرشوف بعد تحليل 88 دراسة عن العقاب الجسدي وتأثيراته أن هذا العقاب يختلف حسب طبيعة الآباء من ناحية استخدامه بصورة متكررة، والمواقف التي تجبرهم على استخدامه، والأحاسيس التي تنتابهم أثناء صفع أطفالهم، وإذا ما كانوا يستخدمونه مع وسائل تربية أخرى.
ولاحظت أن جميع هذه العوامل إضافة إلى علاقة الآباء بأطفالهم هي التي تحدد الاستجابات العاطفية والنفسية عند الطفل، مؤكدة ضرورة اللجوء إلى وسائل أخرى غير الضرب لإفهام الطفل أخطاءه ومضاعفات سلوكياته السيئة، وتعليمه التصرفات الصحيحة التي يجب عليه الالتزام بها.
تحيــــــــــــــــاتي